5 عوامل تتسبّب في جفاف البشرة

تُعد البشرة جافةً من أكثر المشكلات الجلدية شيوعًا، والتي تؤثر على العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار. جفاف البشرة ليس مجرد حالة سطحية تظهر على شكل تقشر أو إحساس بالشد، بل هو مشكلة جلدية ترتبط بانخفاض قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يؤدي إلى فقدان ليونة البشرة ونضارتها، وقد يتسبب في تهيجها وظهور التشققات والحساسية. لفهم هذه الظاهرة بشكل متعمق، من الضروري التعرف على العوامل المختلفة التي تؤدي إلى جفاف البشرة، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد نوعية العناية اللازمة للحفاظ على صحة الجلد.

طبيعة البشرة ودورها في المحافظة على الرطوبة

قبل الخوض في العوامل المؤدية إلى جفاف البشرة، من المهم معرفة أن البشرة تتكون من عدة طبقات، وأهمها طبقة البشرة الخارجية المعروفة بالطبقة القرنية (Stratum Corneum). هذه الطبقة تحتوي على خلايا ميتة مدمجة مع مادة دهنية طبيعية تُسمى “الليبيدات” تساعد في الحفاظ على حاجز الرطوبة ومنع فقدانها. عندما يتعطل هذا الحاجز بسبب عوامل داخلية أو خارجية، تبدأ البشرة في فقدان السوائل، مما يؤدي إلى جفافها.

العوامل الخمسة الرئيسية لجفاف البشرة

1. التعرض المفرط للعوامل المناخية

تُعتبر الظروف المناخية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى جفاف البشرة. الهواء الجاف خاصة في فصل الشتاء، حيث تنخفض نسبة الرطوبة في الجو، يقلل من ترطيب الجلد الطبيعي. الرياح الباردة تلعب دورًا إضافيًا في إزالة الرطوبة من سطح الجلد، مما يؤدي إلى تشقق الجلد وظهور القشور. بالمقابل، التعرض المفرط لأشعة الشمس دون حماية يسبب تلفًا في حاجز البشرة الدهني، ويسرع فقدان الماء من الجلد، مما يزيد من جفاف البشرة.

2. استخدام المنتجات الكيميائية القاسية

الكثير من مستحضرات العناية بالبشرة تحتوي على مواد كيميائية قادرة على إزالة الزيوت الطبيعية من الجلد، خصوصًا المنظفات التي تحتوي على الكبريتات أو الكحول. الاستخدام المتكرر لمثل هذه المنتجات يؤدي إلى تآكل طبقة الدهون الواقية، مما يجعل البشرة عرضة لفقدان الرطوبة. أيضًا، بعض أنواع الصابون الصناعية يمكن أن تغير من درجة الحموضة الطبيعية للبشرة، وهو عامل مهم للحفاظ على توازن رطوبة الجلد.

3. العوامل الصحية الداخلية وتأثيرها

الحالة الصحية العامة تلعب دورًا كبيرًا في توازن رطوبة البشرة. الأمراض المزمنة مثل السكري واضطرابات الغدة الدرقية تؤثر على قدرة الجسم في ترطيب الجلد بشكل طبيعي. كما أن بعض الأدوية، مثل مضادات الهيستامين أو أدوية علاج حب الشباب، قد تسبب جفاف البشرة كأثر جانبي. بالإضافة إلى ذلك، قلة شرب الماء وعدم تناول نظام غذائي متوازن يفتقر إلى الأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات الضرورية، يقلل من قدرة البشرة على الاحتفاظ بالرطوبة.

4. العادات اليومية الخاطئة

العادات التي قد تبدو بسيطة مثل الاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة، أو الإفراط في تقشير البشرة، تؤدي إلى إزالة الزيوت الطبيعية المفرزة من الغدد الدهنية، مما يسبب جفافًا متزايدًا. كذلك، استخدام المناشف الخشنة أو فرك الجلد بعنف يمكن أن يؤدي إلى تهيج البشرة وفتح مسامها، مما يسهل فقدان الرطوبة. النوم غير الكافي والإجهاد النفسي المتكرر أيضًا يلعبان دورًا في تدهور صحة البشرة وإضعاف حاجزها المائي.

5. التقدم في العمر

مع التقدم في العمر، تقل كفاءة البشرة في إنتاج الزيوت الطبيعية، كما تنخفض كمية الأحماض الدهنية التي تساعد على تثبيت الرطوبة داخل الجلد. هذا الانخفاض الطبيعي يجعل كبار السن أكثر عرضة لجفاف البشرة مقارنة بالشباب. كذلك، ضعف الدورة الدموية مع التقدم بالعمر يقلل من إمداد البشرة بالعناصر الغذائية والماء، مما يسرّع فقدان الترطيب ويزيد من خشونة الجلد.

تأثيرات جفاف البشرة على الصحة العامة

جفاف البشرة ليس فقط من الناحية الجمالية، بل يؤثر بشكل مباشر على صحة الجلد كحاجز وقائي. البشرة الجافة تكون أكثر عرضة للالتهابات، الحساسية، والعدوى بسبب ضعف الحاجز الواقي. كما يمكن أن يؤدي جفاف الجلد إلى الشعور بالحكة المستمرة، مما يسبب خدوشًا قد تؤدي إلى تهيجات إضافية. في الحالات الشديدة، قد تظهر تشققات عميقة قد تسبب الألم وصعوبة في الحركة في مناطق معينة مثل اليدين والكعبين.

كيفية تقييم درجة جفاف البشرة

تُقسم درجات جفاف البشرة إلى ثلاثة مستويات:

يُعتبر التشخيص الدقيق ضروريًا لتحديد العلاج المناسب، حيث تختلف طرق العناية باختلاف شدة الحالة.

الوقاية والعلاج الأساسي لجفاف البشرة

تتطلب معالجة جفاف البشرة مزيجًا من تغيير العادات اليومية واستخدام مستحضرات العناية المناسبة. يمكن تعزيز حاجز البشرة باستخدام مرطبات تحتوي على مكونات فعالة مثل الجلسرين، حمض الهيالورونيك، وزيوت طبيعية غنية بالأحماض الدهنية. كما يُنصح بتجنب استخدام الماء الساخن والمنظفات القاسية، واستخدام مياه فاترّة بدلاً من ذلك. التغذية الصحية التي تحتوي على فيتامينات A, E, C، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء، تلعب دورًا محوريًا في ترطيب البشرة من الداخل.

خلاصة

جفاف البشرة مشكلة معقدة تتداخل فيها عوامل مناخية، صحية، وسلوكية تؤثر على قدرة الجلد في الاحتفاظ بالرطوبة. التعرف على الأسباب الخمسة الرئيسية لجفاف البشرة يساعد في تبني استراتيجيات فعالة للعناية بها، والحفاظ على صحة الجلد ونضارته. الاهتمام اليومي بالممارسات السليمة والمنتجات المناسبة يمكن أن يقلل بشكل كبير من الأعراض ويحافظ على حاجز البشرة الطبيعي، مما يضمن الحصول على بشرة صحية وناعمة لفترات طويلة.

المراجع

1. Draelos, Z. D. (2018). Cosmetic Dermatology: Products and Procedures. Wiley-Blackwell.

2. Proksch, E., Brandner, J. M., & Jensen, J. M. (2008). The skin: an indispensable barrier. Experimental Dermatology, 17(12), 1063-1072.